فى عام 2004 سأل مبارك عمر سليمان: ما رأيك فيما حدث؟
- قال عمر سليمان بعفوية وتلقائية: أعتقد أن
المؤامرة قد بدت واضحة الآن وعلينا أن نستعد!!
كان مبارك قد عاد لتوه من زيارة إلى الولايات
المتحدة التقى خلالها الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى مزرعته بالولايات
الأمريكية.
أدرك مبارك منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى
الولايات المتحدة أن واشنطن قررت إعداد العدة لرحيله عن الحكم فى مصر
لقد ركَّزت وسائل الإعلام والصحافة الأمريكية على
ملف انتهاكات حقوق الإنسان وسجن النشطاء، وتحدثوا عن الرجل «العجوز» الذى يجب أن
يرحل، كانوا يرونه عدوًا للسلام، وأن مصيره يجب أن يكون نفس مصير الرئيس العراقى
صدام حسين، الذى أُسقط عن الحكم بعد الغزو الأمريكى، البريطانى للعراق فى عام 2003.
وخلال المباحثات التى أجراها مبارك مع بوش فى هذه
الزيارة، كان موقفه عنيدًا فى مواجهة المطالب الأمريكية ورفضها جميعًا، خاصة ما
يتعلق منها بمنح الفلسطينيين مساحة 1600كم2 لإقامة دولتهم «غزة الكبرى» داخل
سيناء، وإقامة قاعدة أمريكية على الأراضى المصرية.
كانت الإدارة الأمريكية فى هذا الوقت قد حسمت
أمرها، وقررت تنفيذ مخططاتها فى المنطقة، ولكن هذه المرة بشكل مختلف عن الغزو
المباشر، كما حدث فى العراق وأفغانستان.
لقد أدركت واشنطن أن خطة «الجيل الرابع من
الحروب» التى تعتمد على تفتيت المجتمعات من الداخل هى وحدها التى يمكن أن تحقق
الهدف بلا خسائر أمريكية فى المقابل، وكان المحافظون الجدد الذين أحاطوا ببوش من
كل اتجاه قد استعدوا للمرحلة الجديدة، وحددوا خياراتها وآلياتها.
كانت الخطوات تمضى سريعة، وكانت أبعاد المؤامرة
تتضح يومًا بعد يوم، وكانت أجهزة الدولة المصرية تتلقى التقارير الدورية والموثقة
حول حقائق ما يجرى على الأرض.
فى هذا الوقت ظهرت فكرة مشروع «الشرق الأوسط
الكبير» التى تحددت معالمها فى مؤتمر جورجيا الذى عقد بحضور رؤساء الدول الصناعية
الثمانى فى نفس العام 2004 وكان الهدف هو إعادة صياغة خريطة الوطن العربى على أسس
جديدة، تقضى بتقسيم الدولة الوطنية إلى دويلات طائفية وعِرقية.
كانت السفارة المصرية تبعث بتقاريرها فى هذا
الوقت إلى الخارجية المصرية، وكانت التقارير تحوى معلومات تثير القلق حول الخطط
التى وضعتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأمن القومى؛ لإثارة القلاقل فى العديد
من دول المنطقة، ومن بينها مصر.
وكان جهاز الأمن القومى المصرى يرصد فى هذا الوقت
العديد من التقارير الخطيرة حول الدور الأمريكى المتصاعد والمساند لجماعة الإخوان
وبعض الشباب الذين ينتمون إلى حركات بعينها، خاصة حركة شباب 6 إبريل، كذلك منظمات
المجتمع المدنى المموَّلة من الخارج، وكان الجهاز يحذر، غير أن الرئيس كان مترددًا
ويرفض اتخاذ أية قرارات حاسمة.
لقد استجاب مبارك قبل ذلك للضغوط الأمريكية
بالإفراج عن د.سعد الدين إبراهيم، وأيضًا الإفراج فى وقت لاحق عن أيمن نور، رغم
إدانته فى قضية التزوير، وكذلك الحال الإفراج عن بعض مَنْ تم إلقاء القبض عليهم من
النشطاء وأصحاب منظمات حقوق الإنسان، الذين كانت تتدفق إليهم الأموال بعيدًا عن
الأطر القانونية.
بعد احتدام الأزمة بين الرئيس مبارك والرئيس
الأمريكى جورج دبليو بوش فى عام 2004 كان جورج تينت مدير المخابرات المركزية
الأمريكية قد استقال من منصبه فى يونيو 2004.
«جورج تينت» طلب منه أن يلتقيا سويًا فى مكان
بعيد عن الفنادق أو المكاتب، وبالفعل تمت المقابلة بعيدًا عن أجهزة التسجيل
والمتابعة.
- قال جورج تينت: لو ظلت مصر على هذا الموقف، فإن
الإدارة الأمريكية ستسعى إلى إضعافها، وربما يصل الأمر إلى حدّ إجبار مبارك على
ترك السلطة.
- قال عمر سليمان: وما هو المطلوب لمحاصرة هذا
التوجه؟
- قال تينت: لا بد من تغيير المواقف المصرية،
الرئيس بوش ومعه مجموعات المحافظين الجدد لديهم قناعة أن الرئيس مبارك معاد للسلام
ولمشروع الولايات المتحدة فى المنطقة.
- قال عمر سليمان: ولكن هذا غير حقيقى، مصر ليست
معادية للسلام، بل بالعكس، مصر تدعم الاستقرار فى المنطقة، لكن مشكلة إدارة بوش
أنها لا تنظر إلا إلى النصف الفارغ من الكوب، أين التزامها باستحقاقات السلام؟
ولماذا تتخلى عن دور الوسيط، لتصبح طرفًا، لقد أفشلوا كل جهودك وجهودنا لإيجاد حل
للقضية الفلسطينية، كما أن الرئيس مبارك ولا أى من رجال الحكم أو الشعب المصرى
يمكن أن يقبل بالتفريط فى ذرة تراب واحدة من أرض سيناء، وعليه أن يدرك أن سياسة
مبادلة الأراضى ومنح أبناء غزة مساحة لإنشاء دولة لهم فى أراضى سيناء هو أمر مرفوض
ولو قبل به مبارك فالشعب المصرى أول من سيثور ضده.
- قال تينت: إن خطة المحافظين الجدد تستهدف بعد
العراق ثلاث دول هى مصر وسوريا والسعودية، وهناك خطط جاهزة لتفجير الأوضاع فى
البلدان الثلاثة، لذلك أنصح الرئيس مبارك بأن يأتى لمقابلة الرئيس بوش، وأن يتوصل
معه لحلول حول المشاكل الأساسية بينهما.
- عمر سليمان: الرئيس بوش لا يريد أن يستمع إلا
إلى صوت رجاله، وينسى أن المنطقة بعد العراق أصبحت فى حالة غليان شديدة، وأن
أمريكا هى التى تدفع الآن الثمن، يجب أن يغير الرئيس بوش نظرته للعالم العربى
وللرئيس مبارك، وأرجو أن تثق أنه إذا سقط الرئيس مبارك فسوف تعم الفوضى والإرهاب،
كما أن جماعة الإخوان المسلمين ستسيطر على البلاد بكل سهولة فأرجو أن تحذروا من
غضبة المصريين
(غير ان عمر سليمان فاته ان مايهدد بيه الامريكان من وقوع البلد فى قبضة
الاخوان هو غاية و هدف الامريكان
وان مادبرة مبارك لاحقا من استيلاء جماعة الاخوان على اكثر من 80 مقعدا فى
الأنتخابات البرلمانية فى 2005 - محاوله
منه لترهيب الامريكان- ماهو الا دفعة للأمام فى مخطط الامريكان و كأنه كان يهديهم
رقعة جديد فى لعبه الشطرنج).
- قال جورج تينت: المخطط يمضى سريعًا، والإخوان
أبدوا استعدادهم للتحالف مع الولايات المتحدة، وهم دائمو الاتصال بموظفى سفارتنا
فى القاهرة، وهناك عناصر منهم تأتى إلى الولايات المتحدة وتقابل كبار المسؤولين،
وأعتقد أن المخطط قطع شوطًا كبيرًا على طريق التنفيذ، يجب على الرئيس مبارك أن
يقطع الطريق عليهم، خاصة أن أمريكا ليست وحدها هناك.
من الجدير بالذكر انه تم اقاله جورج تينيت من منصبة لاحقا!!!!
- قال عمر سليمان: سأبلغ الرئيس مبارك بمجرد
عودتى إلى القاهرة بمضمون حديثك، وسنبقى على اتصال مشترك بيننا.
وعندما عاد عمر سليمان من الولايات المتحدة، نقل
إلى الرئيس نص الحوار بينه وبين جورج تينت، فقال له مبارك: «أنا عارف علاقتهم مع
الإخوان، ولكن الأمريكيين يطلبون منى أشياء مستحيلة تمس الأمن القومى فى الصميم،
وأنا لن أستطيع الاستجابة لهم».
لقد رصد جهاز المخابرات العامة منذ عام 2005
خروجًا أمريكيًا على برنامج المساعدات الاقتصادية المقدمة إلى مصر، حيث خصص منها
مبالغ كبيرة لصالح هذه المنظمات التى كانت تلعب دور «الطابور الخامس» لصالح أجندات الغرب وأمريكا
وإسرائيل.
كان برنامج المساعدات الأمريكية لمصر الذى أنشئ
بعد اتفاقية كامب ديفيد فى عام 1978 ينص فى مادته السابعة على «أن ينشأ برنامج
للمعونة الاقتصادية تُقَّدم إلى مصر كنوع من ثمار السلام مع إسرائيل».
وكانت الأموال المقدمة لهذا البرنامج يتم التصرف
فيها باتفاق بين الحكومتين المصرية والأمريكية، خاصة أن قيمة هذا البرنامج بدأت
بنحو 815 مليون دولار سنويًا.
وقد حافظت الولايات المتحدة على التزامها
بالاتفاق الموقَّع مع مصر حتى عام 2004 عام الأزمات الكبرى بين مبارك وبوش، والتى
دفعت الرئيس مبارك إلى التوقف عن الزيارة منذ هذا الوقت وحتى مايو 2009.
وفى هذا العام قررت الإدارة الأمريكية استقطاع ما
بين 10: 20 مليون
دولار خصصتها لتمويل ما أسمته بـ«برنامج الديمقراطية والحكم الرشيد»؟ وقامت أمريكا
بتسليم هذه المبالغ إلى المنظمات الحقوقية والعاملة فى مجال الديمقراطية داخل مصر
دون الرجوع إلى الحكومة المصرية.
وقد اشتاط الرئيس مبارك غيظًا فى هذا الوقت، وطلب
من الحكومة المصرية الاعتراض رسميًا على ذلك، وإبلاغ أمريكا بأنها خرقت الاتفاق
الموقَّع مع الحكومة المصرية عام 78 وطلب منها بالتوقف على الفور عن هذا العبث.
لم تعطِ أمريكا اهتمامًا لاحتجاج الحكومة
المصرية، ومضت فى طريقها، وراحت تفتح الأبواب المغلقة لهذه المنظمات وتقيم لها
الدورات التدريبية، ورصدت موازنة وفيرة لعدد من المنظمات الأمريكية التى عهدت
إليها الاستخبارات الأمريكية بالتواصل مع النشطاء المصريين وتجنيدهم لصالح المخطط
الجديد، الذى يهدف إلى إسقاط حكم مبارك وتغيير الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية،
وكانت أبرز هذه المنظمات المموَّلة هى: «المعهد الديمقراطى، والمعهد الجمهورى،
وبيت الحرية الأمريكى».
مارست مصر ضغوطها وتهديداتها لإجبار الولايات
المتحدة على مراجعة موقفها من تمويل المنظمات الحقوقية المصرية بشكل مباشر ودون
الرجوع إلى الحكومة، غير أنها فشلت فى ذلك.
وبعد حوار وجدل تراجعت مصر عن موقفها، وطلبت من
الخارجية الأمريكية القبول بحل يقضى بموافقة الحكومة المصرية على استقطاع هذه
المبالغ من حجم المعونة الاقتصادية المقدمة إليها، شريطة أن تبلغ واشنطن مصر بكل
مبالغ التمويل التى تقدمها لهذه الجمعيات، على أن يقتصر ذلك على المسجل منها لدى
وزارة الشؤون الاجتماعية.
رفضت واشنطن الحل المصرى المقترح، وقام بعدها
«ديفيد وولش» السفير الأمريكى فى مصر بتقديم مبلغ مليون دولار لأربع منظمات تمارس
أدوارًا سياسية، وهى غير مسجلة لدى الشؤون الاجتماعية، وكان ذلك من خلال لقاء علنى
أقيم بمبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة.
أبدى الرئيس مبارك، اعتراضه على ذلك، وطلب من
الأجهزة المعنية متابعة الأمر، إلا أن حملته توقفت بعد قليل،
ظهر منذ هذا الوقت أن مبارك يريد البقاء على كرسى
الحكم بأى ثمن، وأنه يريد تسكين الأوضاع، دون أن يتخذ إجراءات فاعلة تحمى الأمن
القومى للبلاد.
فى عام 2007 حدث تطور مهم، على صعيد العلاقة
المصرية، الأمريكية؛ إذ اتخذ الرئيس الأمريكى جورج بوش قرارًا بتخفيض حجم المعونة
الأمريكية التى كانت قد وصلت إلى 415 مليون دولار فى هذا الوقت لتصبح بمقتضى هذا
القرار 200 مليون دولار سنويًا فقط.
كان الموقف مهينًا، وقد اقترحت الدكتورة فايزة
أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، التقدم بطلب للتخارج من برنامج المساعدات
الاقتصادية، إلا أن أمريكا رفضت الطلب، ولم تجد الحكومة المصرية أمامها من خيار
سوى التوقف عن استخدام برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمدة عامين، وحتى
وصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم فى عام 2009.
وعندما جاء أوباما إلى الحكم تعهد بالتزام أمريكا
بمطلب الحكومة المصرية بأن يجرى تمويل منظمات المجتمع المدنى المصرية التابعة فقط
لقانون الشركات، غير أن الوقائع أكدت عدم التزام الخارجية الأمريكية بهذا التعهد.
لقد رصدت الحكومة المصرية أن إجمالى ما تم تسليمه
لهذه المنظمات من أمريكا فقط فى الفترة من 2004 - 2010 بلغ نحو خمسين مليون دولار،
وهو أمر كان مثار دهشة من كبار المسؤولين المصريين.
كان عمر سليمان ينصح الرئيس مبارك كثيرًا بضرورة
الرد على الموقف الأمريكى بإجراءات حاسمة ورادعة، إلا أن مبارك كان يرى تجميد
الموقف حتى لا يحدث الصدام الأخير.
كان عمر سليمان يعرف أن هؤلاء النشطاء
والمموَّلين من الخارج هم الجيش السرى أو الطابور الخامس، الذين أصبحوا مجرد أدوات
يجرى استخدامها فى «معارك الجيل الرابع من الحروب ( كما سبق و اعلنها ماكس
مانورينجذى خدم فى المخابرات العسكرية الامريكية - الخبير الاستراتيجى ال فى
محاضرات عديدة وايضا المدير السابق للمخابرات الامريكية – جيمس ولسى- فى عام 2006)
».
https://www.youtube.com/watch?v=9C_sEb-fetA
https://www.youtube.com/watch?v=uji4Yu5lnko
كانت تجارب أوكرانيا وجورجيا وصربيا ماثلة أمام
عمر سليمان، وكان يتخوف من خطر هذه الجماعات المموَّلة، التى اكتسبت حصانة دولية،
وتمارس عملها التجسسى فى حماية المجتمع الدولى وتحديدًا الغرب والولايات المتحدة.
وكان من بين هؤلاء مَنْ يعملون لصالح إسرائيل
ويقومون بزيارات متعددة يلتقون خلالها بقادة الموساد، ثم يعودون إلى مصر ولا أحد
يستطيع الاقتراب منهم.
وكان العمل يقوم على قدم و ساق لتلميع احد رموز المعارضة التى لم تختبر فى
الواقع المصرى او البرلمانى او حتى السياسى ألا وهو محمد البرادعى الذى قام قبل
فترة وجيزة من عام 2010 بتكثيف نشاطة عبر مواقع
التواصل الأجتماعى - تويتر – عبر تويتات محفزة للشعب مما ساهم فى تقديمة للشعب عبر
برامج التوك شو – التى كانت تخطو خطواتها الأولى فى المجتمع الاعلامى المصرى وكانت
تتصيد اي حدث مثير – كأحد المهتمين بالشعب و حال الشعب. وحظى عام 2010 بنشاط مكثف
سواء من ادعو الوطنية أو من العملاء لأنه العام التحضيرى لعام 2011 وهو عام أما
اعاده أنتخاب مبارك أو نجلة. وفى عام 2010 نزل البرادعى المقيم فى سويسرا والمهتم
بالحال المصرى كما ادعى الي مصر فى زيارة استعراضية تم تخطيطها - عن طريق مساعدة يوسف القرضاوى ابن الشيخ القرضاوى المصرىالمقيم فى قطر و الممنوع من دخول مصر لتطرفة - بالتنسيق مع المعارضة والأخوان و كان الأخوان
من ابرز الحضور وتم تصوير اللقاء فى المطار و فى فيلته البرادعى بالسادس من أكتوبر
و تقديمها فى برامج التوك شو مما أظهرالبرادعى البطل المنقذ حيث كانت كل رموز المعارضة ورق محروق فى المجتمع و غير قادرين على جذب
اغلبية فى اى تجمع
لم ينسَ عمر سليمان مقولة «عاموس يادلين» الرئيس
الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «آمان» فى فبراير عام 2010 التى قال
فيها: «إن مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية، وإن
العمل فى مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979».
وقال يومها: «لقد تمكنَّا من إحداث الاختراقات
السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر
والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة، متوترة دائمًا، ومنقسمة إلى
أكثر من شطر فى سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية،
لكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى
فى مصر».
كانت الكلمات رسالة لمن يعنيه الأمر، وكان عمر
سليمان أكثر مَنْ يعى هذه الرسالة ومعانيها، غير أن يده كانت مغلولة حتى هذا الوقت.
فى الواقع كان القصد هو حتى تعجيز نظام مبارك نفسة على استرداد المبادرة
فى حل اى صراع داخلى و اسقاط الثقة عنة من
قبل الشعب فى جديتة على الحل السليم واسقاط الاحساس الشعبى بانه مهتم فقط بتوريث
ابنه مما جعل حديثه لاحقا ابان الاحداث الثورية بعد 25 يناير لاتلاقى الاهتمام
المطلوب
كانت الأجواء فى مصر، بعد سقوط نظام الرئيس بن على وتوارد الأنباء عن دور
محورى ينتظر حركة النهضة «الإخوانية» فى تونس برئاسة راشد الغنوشى، تقول: «إن مصر قد تجد نفسها فى
المستنقع بأسرع مما يتوقع الكثيرون».
وكان عمر سليمان يعرف أن الإخوان المسلمين فى مصر
هم الأداة الفاعلة للمخطط الجديد، ألم يقل جيمس وولسى مدير المخابرات المركزية
الأمريكية الأسبق «إننا سوف نصنع إسلامًا مناسبًا لنا، ثم ندعهم يصنعون ثوراتهم»؟
كان ذلك يعنى فى نظر عمر سليمان أن حروب الجيل
الرابع قد بدأت، خاصة أن عملية التجنيد لم تقتصر فقط على الإخوان والإسلاميين،
وإنما امتدت أيضًا إلى عناصر شبابية ارتضت لنفسها أن تكون حلقة فى إطار هذا المخطط
الكبير
ومن ناحية أخرى و بأسلوب العصا و الجزرة تم الضغط من قبل أوباما على مبارك
للأفراج عن أيمن نور السياسى و المسجون بتهمة تزوير التوكيلات على زمة قضية
الأنتخابات الرئاسية عام 2006 و هى تهمة غير سياسية وذلك فى سبيل الأفراج عن
المعونات، مما ساعد و بفضل برامج التوك سو الأنتهازية فى أبرازه كأحد الأبطال
المفرج عنهم و ليس كمجرم – مما ساعد فى توطيت فكرة أن مبارك مطارد لمعارضية و زود
الأحساس الشعبى بأن التغيير بات أحد المطالب الملحة
هذا و كان تم أصطياد خطاء
الداخلية الشهير لخالد سعيد ( تحت أشراف
وائل غنيم الذى كان له دور اخر كما سوف نرى فيما بعد) و تم تضخيمة و عمل صفحات على
مواقع التواصل الأجتماعى الفيسبوك لجذب الناس للتحرك ضد الدوله فى عمل تحريضى بحت
لو كان تم فى دولة أخرى لكان تم القبض على متزعمية و سجنهم بتهمة أحداث شغب ولكن
مبارك كان حريص على عدم احداث بلبلة فى عام تحضيرى للأنتخابات و كان يبدو أنه
لايريد أثارة الغرب وبالأخص أمريكا
ومع أقتراب عام 2010 كانت تتم دورات تدريبية فى أوكرانيا و بعض الدول
الأخرى لشباب المعارضة و بعض الحركات مثل
حركة 6 أبرسل و كفاية وممن ادعو العمل فى
مجال منظمات حقوق الأنسان و الغير مسجلة رسميا فى مصر على كيفية التصرف فى
المظاهرات و كيفية توسيعها و كيفية أستنفار المواطن البسيط على الأنخراط فى
المظاهرات وكيفية أرباك أجهزة الأمن
والتدريب على تصوير واقائع لسقطات أجهزة الامن وكيفية اصطياد أجهزة الأمن. ومع
أقتراب 2010 على الأنتهاء كانت أعداد صفحة
خالد سعيد تتزايد لتقترب من المليون وسط تحريض بالنزول فى يوم 25 يناير الموافق عيد
للشرطة لتحدى الشرطة وكسرها و كان عمر سليمان يقترح على الرئيس ان يتم القبض على
المدبرين و اتخاذ أجراءات حاسمة ولكن مبارك كان قد وثق فى وعود وزير داخليتة
اللواء حبيب العادلى بقدرة الداخلية على تولي هذة المظاهرات
وفى شهر يناير من عام 2011 رصدت المخابرات دخول عناصر من غزة مشبوهة وبات
واضحا للمخابرات انهم لهم دور فى أحداث ينتاير القادمة ولكن كان مبارك مازال
مقتنعا بوعود العادلى وكان كلما أقترب الوقت كان من الشائك القيام باى شئ أمام
العالم الذى كان قد أستعد و أتخذ موقف المراقب او المتفرج عن قرب لما سوف تفعلة السطات
متأهبا للتنديد و التهديد بالعقوبات
كان موقف تونس وتنحى بن على شجع الكثيرين من الشعب الذى كان
لم يحزم أمرة بعد بالنزول، وكان موقف مبارك من رفض قبول بن على اللجوء لمصر محاولة
مبارك الوقوف مع شعبة (المتعاف طف مع شعب تونس)
نفس الخندق مما جعل صورة
مبارك (الذى كان يقبل لجوء اى رئيس
عربى) مهزوزة وأظهرة كمن يخاف أن يلاقى
نفس المصير بعد 25 يناير وهذا أيضا شجع
بعض ممن لم يكونوا قد حزموا أمرهم بعد
وفى يوم الثلاثاء 25 يناير لعام 2011 نزل مئات الألوف فى الميادين العامة
فى جميع انحاء الجمهورية مماأحتسب نجاحا
لمقدمة الثورة فى بلد كان أقصى
مايشهده من أضطرابات كان لا يتجاوز الأضرابات العمالية بأعداد لا تتعدالمئات على
أقصى تقدير. وقد شجع هذا جماعة الأخوان المسلمين على النزول يوم 28 يناير
2011 ولا سيما بعد سلبية الداخلية فى ذلك
اليوم وأيضا للتنسيق مع أخوتهم الوافدين من غزة
وفى اليومين من 25 يناير و حتى الثامن و العشرين بات واضحا لمبارك و نظامة أن المؤامرة كما توقعها عمر
سليمان أحكمت و كان مبارك و نظامة مشلولين عن الحركة كلاعب الشطرنج الذى أوقعة
خصمة فى فخ ولم يكن أمامة سوى انتظار حتى ينتهى الفخ و يحاول ان يقلل خسارتة قبل
ان يستطيع ثانية ترتيب أوراق خطتة للرد
الثورة و مابعدها فى الحلقة القادمة
البداية تعود قبل ميلاد جميلة بما يزيد عن قرن من الزمان في الواقع إلى
عام 1830، عندما غزت فرنسا الجزائر واحتلتها بعد أن تعرض قنصلها للإهانة على يد
الحاكم الجزائري، وعلى مدى العقود الخمسة اللاحقة، كانت معظم أراضي الجزائر الخصبة
قد صودرت ومنحت لمستوطنين فرنسيين وصل عددهم إلى ربع مليون في الوقت الذي كان فيه
عدد الشعب الجزائري يتناقص باطراد كما حدث فى فلسطين لاحقا.
قبل سنوات من
اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية، قامت فرنسا رسمياً بضم الجزائر إليها لتصبح
مقاطعة فرنسية في أفريقيا. فقد قامت قوات الاحتلال بتجنيد شباب الجزائر للقتال
دفاعاً عن فرنسا خلال الحرب.
وعندما خرجت فرنسا من الحرب شبه منتصرة، لحست معها وعودها بالاستقلال
للجزائريين بل و أساو للجزائريين. مثلا على ذلك حصر توزيع الخبر على الأوروبيين
فقط، أما غيرهم فحصتهم كانت من خبز الشعير. وأنزعج الفرنسيين حينما تظاهر أكثر من
15.000 شخص في مستغانم فقام الجيش الفرنسي بارتكاب مذبحة مريعة في شوارع بلدة سطيف
وجوارها علة مدى أيام قليلة.
فى مايو 1945، وأثناء احتفال الحلفاء بانتصارهم على النازية، قامت القوات
الفرنسية بمذبحة على غرار مذبحة القلعة لمحمد على على المماليك حيث سمحت بتجمع
آلاف الجزائريين قرب أحد مساجد البلدة للقيام بمسيرة سلمية. لكن القوات الفرنسية
التي جيء بها من قسنطينة لم تمهل الجماهير كثيراً، حيث فتحات عليها النيران
وخلال وقت قصير كانت الجثث
تملأ شوارع الحي. وتحدث الشهود عن مناظر مرعبة. فقد كانت الأجنبية الشهيرة بقسوتها
في الجيش الفرنسي يمسكون الأطفال من أرجلهم ويضربون برؤوسهم الجدران، ويلقون
بالقنابل في مداخن المنازل. كما تعرض من حاولوا دفن القتلى إلى مجازر مماثلة
بنيران الرشاشات وسط المقابر.كم استخدم الطيران لدك كل ما لم يطله مدى المدفعية.
وقد سقط في تلك المجزرة الشنعاء أكثر من 45.000 شهيد
كانت جميلة التى ولدت فى 1935. وقد تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية،
لكنها سرعان ما انضمت لحركة المقاومة السرية عن طريق شقيقها. وكانت آنذاك فتاة جميلة
كاسمها وجريئة.
كانت الثورة الجزائرية، من اقوى الثورات والتي اجتاحت في تلك العقود مناطق
الأحتلال فى العالم اجمع. وقد انطلقت الشرارة للثورة في الأول من نوفمبر 1954،
عندما هاجم فدائيو جبهة التحرير الوطني قوة جزائرية في جبال الأوراس الشرقية.
وكانت المعنويات الفرنسية آنذاك تعاني الكثير بعد الهزيمة المذلة التي لحقت
بقواتهم في معركة ديان بيان فو الشهيرة، والتي خطت سطور نهاية الاحتلال الفرنسي
للهند الصينية،
ألقى الفرنسيون بكل قوتهم في وجه الثورة. وقد شارك نصف البحرية. كما
استخدم الفرنسيون آخر ما أبدعوه في مجال مكافحة النضال الوطني. ففضلاً عن الدبابات
والطائرات، والحصار البحري، استخدموا الأسيجة المكهربة لإقفال الحدود مع تونس
والمغرب، ومسحوا عن وجه الأرض أكثر من 8.000 قرية في إطار سياسة الأرض المحروقة.
قدم الشعب الجزائري ضحايا بالآلاف يومياً، وبلغ عدد شهدائه أكثر من
مليون، وسميت الجزائر بلد المليون شهيد. وامتلأت شوارع المدن مئات الألاف من الأطفال
الأيتام.
كانت جميلة بو حيرد واحدة من المناضلين الذين كتب لهم سوء الحظ أن
يسقطوا في قبضة العدو. وأنذاك ظهرت وحشية المستعمر
الفرنسي (على عكس اجواء الحرية التى أشيعت
عن فرنسا فى أوربا حينئذا) في استخدام كافة أشكال التعذيب ضدها حتى يأست من الحصول
على معلومات ، وحوكمت بوحيرد في ذات العام وصدر الحكم عليها بالإعدام وجاء وقت
تنفيذ الحكم يوم السابع من مارس عام 1958 ولكن قام محاميها الفرنسى جاك
فيرجيس، بحملة علاقات عامة واسعة عالمية إلا أن العالم
أجبر السلطات الفرنسية على تأجيل الحكم ثم نقلت إلى أحد سجون فرنسا و فى نفس العام نقلت
الى سجن ريمسوبعد سنوات من الخسائر البشرية للجانبين تم توقيع أتفاقية إيفان عام
1962 بأستقلال الجزائر و بعده بأشهر تم إطلاق سراح جميلة من ضمن أسرى أخريين
يلعب الدين دور مهم فى حياة الانسان منذ زمن بعيد، ويعتمد الانسان على الدين
فى تحديد الكثير من سلوكياتة فمثلا نجد الانسان يرتكز على مايحدده الدين فى الكثير
من تصرفاته مثال ان ذلك من المحرمات او من المسموحات ... الخ. ولكننا نجد ان فى كل اتباع الديانات السماوية يوجد
انحرافات فى تطبيق الانسان لقواعد الدين بغض النظر عن الدين فنجد انه فى كل اتباع
الديانات السماوية من انحرف الى تطرف عنيف بل ومسلح فى بعض الاحيان و نجد فى
الجهة المقابلة من اخذ الاتجاه المضاد للعنف الا و هو التصوف والانعزال عن العالم
فنجد ان البعض اخذ على عاتقة تطبيق قواعد دينة
ليس على نفسة فقط بل على المجتمع ايضا دون دعوة و اضحة من المجتمع له ليفعل
ذلك اخذا القوة و العنف حتى الدماء سبيلا فمثلا نجد من يحرم و يكفر
الاخر من اتباع نفس الدين لمجرد انهم اختلفوا فى تطبيق بعض القواعد وليس حتى
الشعائر وبسبب هذا الاختلاف حتى البسيط يتم تكفيرهم و حرمانهم من بعض الممارسات
الدينية حتى ينضبطوا او فى بعض الاحيان الاعتداء سواء على حرياتهم او ممتلاكاتهم
او حتى حرمانهم من بعض المميزات فى المجتمع
ومن الطبيعي كرد فعل على هذا التطرف نجد من
ينحازون الى النقيض الا و هو التصوف و الزهد و الانعرال عن الحياة الاجتماعية
السوية و ليس مجرد الانعزال عن بذخ و انغماس فى الملذات الاجتماعية، معبرا
بذالك فى تخيلهم عن مدى التزامه بصميم الدين
وهنا التزم باقى المجتمع بالوسط كحل لانفسهم لعدم
قدراتهم الانحياز الى اى الطرفين المتطرفين
ومن هنا خرجت قلة الى بحر الالحاد لانهم لم يروا
فى كل الاطراف بما فيهم الوسط الحل و العلاج لمجمتمع او افراد يعانون و ينظرون الى
الدين كطوق نجاه فى عالم هائج، لان الجين فى نظرهم فشل فى علاج امراض الانسان و
تسديد احتياجاته
ولكن يغيب عن الجميع ان الدين هو مجرد قصة علاقة
مابين الانسان و خالقة ومن خلال هذة القصة او الاعلاقة تاتى كل التسديدات كما تاتى
فترات تصوف مع الخالق او ربما نقد (وليس العنف) للاخر
فالدين ليس مجرد قوانين الهية و لكن علاقة حقيقة
مع الخالق