كنيسة
هذة الايام
لست
اعرف هل موضوع هذة المرة استطيع ان اسوغة في مجال السخرية كما هو الحال في مقالات
قبل ذلك ام هذة المره اصبح من الجدية حيث اذا تناولتة بالاسلوب الساخر فقد جديتة
تذبذبت
الكنيسة علي مدار ٢٠٠٠ عام لكن كل من يستطيع النظر لحال الكنيسة من الخارج لادرك
ان المؤشر العام للكنيسة هو الهبوط
اصبحت
صورة الكنيسة تقترب بشدة لصورة العالم حيث لم يعداحد من الخارج يستطيعان يميز احدهما من الاخر او علي الاقل
اصبح العامة يدركون انهم وجهان لعملة واحدة
او
اصبحوا يستطيعون ان يفهموا الكنيسة من العالم او العالم من الكنيسة
وهذة
كارثة كبري
مفاهيم
العالم الحديث او المتحضر كما يحب البعض ان يطلق علي احوال العالم هذة الايام هي
مستوحها من الكتاب المقدس مع سلب روحها فاصبحت مجرد حروف قاتلة
واصبحت
الكنيسة تستمد مصداقيتها من مواكبتها لقوانين العالم
عزيزي
القارئ قد اكون قد اغفلت ان انوه عن تعريف الكنيسة وذلك لكي اتجنب صبغة الوعظ الذي
قد يضجر منة البعض ولكنني في احتياج ملح ان اعطي تنويهة عن لون الكنيسة كما ارادة
يسوع
الكنيسة
وهي في اليونانية اكليسية هي مجلس التشريع للقضاء وطبعا المقصود بة مجلس المؤمنين
للتشريع الروحي والاطلاق والربط في السماء كم ذكر يسوع للتلاميذ حيث نوه علي ان
ماتربطوة في السماء يربط في الارض وماتحلوة يحل في الارض
دعوني
اذكر مثالين واحد محلي في كنيسة مصر واخر عالمي في كنيسة خارج مصر وليكن الولايات
المتحدة
اولا:
كنيسة مصر؛
دعوني
في بادئ الامر استحضر نبذة صغيرة عن تطور الحال في الكنيسة الروحية في مصر
ولن ابدئ ببدايتها لكني سابدء من منتصف الثمانينات، حينما طغت الصبغة
الارثوذوكسية علي المجال العام الروحي حينما غلب؛كما يحب البعض ان يري؛ الطابع
التقليدي الطقسي حينئذ دبت في ارض مصر حركات روحية قليلة معظمها منبثق من داخال
الكنيسة شهد الكثير بروحانيتها ( امثال؛ ابونا دانيال؛ ابونا زكريا بطرس؛ ابونا
سمعان بالمقطم ؛ ابونا مكاري يونان) وبعدها عن روح العالم
ثم
مالبث ان نجحت تلك النهضات كما يسميها البعض وبدات تتكاثر في العدد وذلك في بدايات
التسعينات وبداء البعض ممن استطاع التقاط نقاط النجاح وعواملة واستنساخة هذة المرة
داخل معاملهم ( او مجموعاتهم الخاصة) بهدف تقليد او اعتلاء هذة الموجة وقد يجمع
الكثير ان البدايات كانت يالفعل روحية ثم مالبثت حتي انتهت او تطورت الي روح
العالم كما ساستفيض بالشرح
تطور
العالم في ذلك الوقت وانفتحت مصر في بداية التسعينيات علي الفضائيات وماحملتة لمصر
من روح عالمية حيث كان العالم في ذلك وقت بدئ بنزع الروح من مجموعة المبادئ التي
كان استمدها من الكتاب المقدس والتعاليم الروحية المسيحية واستقر بة المقام علي
الاستقلال بعيدا عن المسيحية مستندا الي فترة نجاح هذة المبادئ لفترة قاربت من
الثلاث عقود مثال مبادئ المساواة وحقوق الانسان الخ
وقد
حملت تلك القنوات تلك المبادئ الي المصريين والمسيحين وتطبعوا بها رغبة منهم في
الرقي والترقي وكان هذا ليس بمنئ عن بعض تلك الحركات الروحيةالتي ايضا وجدت ضالتها
في تجديد الخطاب الديني الذي كان قد بدئ ينفذ من جبعتهم مقلدين اسلوب المسيحين
الغربيين الذي يحب البعض تسميتهم البروتوستانت او الانجليين وبدا هذا الخطاب يطغي
في تلك الحركات حتي بات صعب علي المستمع ان يفرق بين الاجنبي والمصري الا باللغة
كان
المنتج الغربي في وقتها وحسب ثقافتهم يشدد علي البركة المادية كمؤشر للبركات
الروحية ويشدد علي دفع العشور كان مثيلة المصري بدئ يشدد علي العشور فقط وهنا
واقتداء بالغرب بداءت حركات كثيرة في مصر افراز متفرغين للخدمة تعولهم فقط عشور
مجموعاتهم؛ وبداءت مصر الارثوذوكسية التي كانت تهتم فقط بالفقراء والتقشف في معظم
كنائسها الا كنائس المطرانيات؛ تظهر فيها الخدمات الباذخة التي تستخدم ادوات عزف
وادوات تكنولوجية مساعدة تكلفتها بالالا ف الجنيهات بينما كان القائمون عليها في
ذلك الوقت من الطبقة الكادحة التي كانت تئن بينما قائد خدمتهم كان يعيش بترف بحجة
انة متفرغ والرب مباركة
لم
يكن ذاك وحدة هو وجه الشبة لتلك المدعوة كنيسة والعالم ولكن تطور الامر حتي اخذ
ابعاد مختلفة داخل نطاق الروح، فاصبحنا نري من يدعون المسحات الروحية السمائية حتي
يقرروا للاخريين مصائرهم تحت غطاء ان الرب تكلم للقائد بذلك من ناحية هذا الشخص او
تلك بل وصل المدي الي الحكم بخطية الشخص او هرطقتة او لربما دينونتة وعقابه
وفي
ذلك المناخ الديكتاتوري الاحادي في القيادة الروحية (بدون استشارة الروح القدس
فعليا) لم يكن غريبا ان تنشي الكنيسة كما يحب بعض من العالم تسميتها ( الكنيسة
المكيافلية) او الكنيسة الداودية نسبة الي مافعلة داود من اكل خبز الوجوة الذي كان
لا يحل الا للكهنة او المكيافيلية نسبة الي المبدئ المكيافيلي الذي يقول بان
الغاية تبرر الوسيلة؛ حيث نشاء القادة الذين يمدون ايديهم الي اموال العشور باي
شكل وتحت اي تبرير حتي وصل بهم الامر الي وضع بند يسمي اداريات الخدمة ويحق لهم
بذلك اخذ نسبة من اموال العشور المقدمة لهذا البند الامر الذي كان عاديا في الغرب
واصبحنا نري خدمات تباع وشرائط خدمة تباع بدل من تلك التي كانت نقدم مجانا واصبحنا
نري في اواخر ٢٠١٠ من يضع خدمتة علي اقراص مدمجة سي دي ويضع عليها عبارات تخذر من
النسخ لمخالفة حقوق الملكية الفكرية و المصنفات الفنية شانها شان العالم او سي دي
الاغاني العالمية ناهيك علي ان المنتج الرئيسي لهيئات مسيحية تقوم علي التبرعات
مثل (دار الكتاب المقدس) وهي تباع ب ١٢٠ واكثر من الجنيهات (الكتاب المقدس) الذي
كان يقدم في السبعينات بلا ماقبل يذكر
كما
اصبح بيت المؤتمرات الذي يستضيف مؤتمرات روحية يحوي وسائل الترفيهة المختلفة مثل
حمامات السباحة والتكيفات حيث لم يقتصر الامر علي احدث ادوات التكنولوجيا
المستخدمة للخدمة
اصبحنا
ايضا نري تصوير للاعمال الروحية كالترانيم باسلوب عالمي حيث اذا اغفلت الصوت لا
تستطيع ان تفرق بينها وبين اغنية عالمية
وفقدت
الخدمة المسيحية الروحية اهم توجهاتها وهو الانسان حتي اصبح فقط هو اجتذاب هذا
الانسان الي ذلك التوجه او تلك واصبحت الحركات الروحية المصرية التي تضاعفت
اعدادها اكثر مما ذكرت اسمائهم تتلقي معونات من الخارج واصبحت كل خدمة تمتلك ارض
وبيت مؤامرات خاص بها
بينما
الانسان الذي من المفروض كان اهم اهدافها يئن تحت ضغوط التدهور الاقتصادي العالمي.
وكان احد اهم المقايس التي يحددها المتبرع هو كم انسان عرف المسيح وكان احد اهم
مؤشرات هذا العدد هو قياس كم النبذ التي وزعت او اعداد الحاضرين
(زيهم
بالظبط زي اي مؤتمر حزبي سياسي يتلقي تبرعات)
لم
يكن غريبا في ظل ذلك المناخ ان تتزوج الكنيسة من السياسة فهي باتت تترقب فرصة لحصد
الاعداد ولفت الانتباه باي شكل لان ذلك اصبح الهدف
اود
ان انوه ان بعض من اسامي تلك الخدمات التي ذكرت مازال تحت مظلة الروح القدس علي
سبيل المثال لا الحصر ابون مكاري يونان
ذلك
في وقت اصبحت الكنيسة تعتمد علي المؤثرات النفسية كثيرا حيث بات واضحا ان اي واعظ
افتقد في خدمتة الوعظية الي الحرارة المطلوبة كان يلجا في نهاية عظتة بافتعال بعض
المواقف التي تؤثر في النفس للمستمع ولا سيما السيدات بحكم تاثرهم السريع
لم
يكن صعب علي الشعب المصر في اواخر فترة العقد الاول من القرن الواحد وعشرين
الانخراط حتي انفة في السياسة الداخلية لمصر واصبح الحديث عن التغيير يملئ الشارع
المصري بعضهم يتمني زوال الرئيس باي شكل ولم يكن ينتبه كثيرا الي تباعات ذلك او
الي كيف سيحدث ذلك ولن اطيل الي تحليل الموقف السياسي وقتها ولكن استطيع ان اذكر
ان حدث الكثير في نهايات ٢٠١٠
كان
المطلوب تحضير الشعب بمواقف مؤثرة ومحفزة لنفسيتهم لجعلهم اكثر جرئة لكسر الحاجز
النفسي للخروج للشارع وقد حدث الكثير من حيث تفجيرات كنيسة القديسين واضرابات
عمالية الخ
وكان
حديث احد ابرز الحركات بعد الافراج عنة في المحطات الفضائية اكبر الاثر بعد اندلاع
شرارة يناير ٢٠١١ مما دفع الكنيسة النفسية (التي ترتكز في خدمتها علي النفس)
ان تقع في الفخ دون سؤال وجهة الرب وتحركت منفردة لتتحيز لمن يسمون نفسهم
الثوار حتي انها وقادتهااننحازوا للمحرك والمؤثر الكبير للثورة في ذلك الوقت وهو
الاخوان المسلمين مسيمنهم (فصيل سياسي) وبات ذلك محاولة مستميتة للكنسية في محاولة
اعتلاء الموجة الاكثر شهرة في ذلك الوقت وكسب اكثر عدد من المشاهدين والحضور وباتت
الكنيسة الاكثر شهرة في الحديث والجدل ولا يمضي اسبوع حتي تكرم احد افراد الاخوان
المسلمين
وعندما
كان رجل الشارع البسيط يصلي لتهدئة الثورة كانت تلك الكنيسة تتفاخر بالصلاة فتزيد
الثورة
وعندما
انقلب السحر علي الساحر وانقلب الاخوان علي مؤيديهم انسحبوا دون خجل لا اعتذار
للشعب عن كم التضليل الذي مارستة ولم يتواري احد قادتها عن الانغراس في السياسة
والترشح للبرلمان ومحاولة كسب اكبر عدد من الاصوات باي شكل علي نفس شاكلة كنيسته
ولم
تكن الكنيسة الاكثر عددا (الارثوذكسية) عازفة عن المشاركة ليس بسبب سؤالها اوجه
الرب بقدر ماهو تعلما لدروس الناريخ عندما تدخلت من قبل ١٤٠٠ عام لكسر ظلم الرومان
فادخلت العرب
واستكمالا
لمواكبة روح العالم ابان حكم الاخوان وحينما كانت القنوات الفضائية المتاسلمة
تتطاول علي المسيحية كانت ايضا قنوات التي تدعي المسيحية تتطاول باسلوبها علي
الاسلام متجاهلة ان لا يستطيع احد ان يؤمن ان يسوع هو ابن الله الا بالروح القدس
انظر الجزء الثاني:كنيسة الولايات المتحدة
The Wall